في ظل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه حكومة الاحتلال على المواطنين باحتجاز عائدات الضرائب وإيرادات المقاصة، يعيش المواطنون ظروفا اقتصادية صعبة، جعلتهم يتحينون الفرص والمواسم لكسب رزقهم وتوفير قوتهم وقوت عيالهم.
ويتخذ الكثير من المواطنين من موسم فاكهة “الصبر” فرصة للكسب المادي، ومناسبة للحصول على بعض الأموال لتعينهم على صعاب الدهر ومتطلبات الحياة، كون بيعه لا يحتاج إلى رأس مال أو أي تكاليف كبيرة.
الثلاثيني عمر التلاوي، من بلدة تل جنوب غرب نابلس، ينتظر كل عام حلول شهر تموز/ يوليو بفارغ الصبر للبدء في قطاف ثمار فاكهة الصبر أو ما يسمى بالتين الشوكي، بعد قطف الثمار وتجهيزها في عبوات مناسبة، يتجه لمدينة نابلس ويتخذ من ناصية أحد الشوارع مقرا له، فيما يصدح صوته (حلو يا صبر، تلاوي يا صبر)، لاجتذاب المارة في مركز نابلس التجاري، ويعرض بضاعته، كمية من الصبر منزوع الشوك مرتبة بأوعية بلاستيكية، وبعض العبوات الكرتونية التي تنتظر من يلتقطها، وأكياس بلاستيكية، والكثير من الأمل.
يقول عمر لـ “الحياة الجديدة” وقد بدت علامات التعب والإرهاق واضحة على ملامحه: “العمل بقطف فاكهة الصبر أمر مرهق وخطير ويحتاج إلى حذر، نظرا لما تسببه أشواكه من أذى للجسم إذا ما اخترقته، وهذا يجعل الكثير من المواطنين لا يقبلون على شرائه إلا بعد تقشيره مقابل مضاعفة ثمنه”.
وينشط العشرات من باعة الصبر في سوق نابلس، في مكان صار عنوانا للباعة والمتسوقين، وبحسب التلاوي فإن أسعار سوق الصبر تبدأ مرتفعة مع أول البواكير، لكنها سرعان ما تهبط، لتعود مرة أخرى في زيادة وبخاصة في موسم الصبر الُرجيّع (المتأخر)، ويتواصل الموسم لنحو شهر ونصف الشهر منذ مطلع تموز.
ويشكل هذا العمل الشاق مصدر رزق ضيقا ومؤقتا للكثيرين، يستمر قرابة شهرين، يمكنهم من تدبير أمورهم وسد احتياجاتهم، وتلبية متطلبات العائلة الأساسية، ويؤكد عدد من الباعة أن الإقبال على شراء فاكهة الصبر هذا الموسم يكاد لا يذكر مقارنة مع السنوات السابقة بسبب تدني المستوى المادي للمواطنين في ظل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على الحكومة الفلسطينية.