You are currently viewing مشهد ضبابي يخيم على الساحة اللبنانية
People stand amid the rubble of buildings destroyed during Israel's ground and air offensive after returning to the southern Lebanese village of Aita al Shaab as on January 28, 2025. Lebanon's heath ministry said Israeli fire killed two people on January 27 and wounded 17 others in the south, in a second day of violence as residents tried again to return to border villages. (Photo by Fadel ITANI / AFP)

مشهد ضبابي يخيم على الساحة اللبنانية

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

 هلا سلامة- بين انفراجة أزمة الرئاسة اللبنانية وعقبات تشكيل الحكومة والتوترات على الحدود الجنوبية مع مماطلة جيش الاحتلال بانسحابه وخروقاته المتواصلة التي امتدت ليلا إلى النبطية عبر غارتين نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتوازي مع عودة الأهالي إلى قراهم المدمرة.. مشهد ضبابي يخيم على الساحة اللبنانية يخشى اللبنانيون العودة به إلى الوراء بعد فسحة أمل جديدة لبلدهم الذي لفظ أنفاسه على مدى سنوات من حالة الترهل التي يشهدها من سنوات.      

وفي آخر مستجدات تشكيل الحكومة كتب رئيس الحكومة المكلف نواف سلام على منصة “إكس” أنه “تعليقا على كل ما يتردد في الإعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والأسماء والحقائب، يهمني ان أؤكد مجددا، أنني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكا بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقا”.

وأضاف: “كما أعود وأؤكد أن كل ما يتردد عار عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها الى إثارة البلبلة، فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها”.

جنوبا يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه في البلدات الحدودية، ويوم أمس أقدم جنوده على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين اللبنانيين على طريق يارون – مارون الراس ما أسفر عن إصابة أحد العسكريين وثلاثة مواطنين وذلك أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى قراهم.  

بالتوازي، قامت قوات قوات الاحتلال الإسرائيلي بجرف وهدم وإحراق عدد من المباني والمنازل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، فيما رفعت جرافات الاحتلال ساترا ترابيا بين بلدة الطيبة والعديسة، واطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشاته باتجاه الأشخاص الذين عبروا الساتر الترابي ما أدى الى سقوط جريح.

كما اعتقلت قوات الاحتلال جريحا سقط برصاصها عند مدخل العديسة عصر أمس بعد أن منعت الجيش اللبناني والدفاع المدني من التقدم لسحبه.

وبعد انسحابه من بلدة “البستان” شوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي في خراج البلدة مقابل بركة ريشا تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي وسط تحركات مكثفة لجنود الاحتلال فيما قامت جرافة معادية بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي وأقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وام التوت والضهيرة، وقرى القطاع الغربي في قضاء صور، تزامنا مع تحليق لطائرات استطلاعية ومسيرة على علو منخفض.

وظهرا، وبينما دخل الجيش اللبناني بلدة يارون مع المواطنين ألقت درون اسرائيلية قنبلة مرتين في محيط مكان تجمعهم.

في الغضون تم فتح طريق الخردلي- مرجعيون بعد إغلاقها من قبل أهالي كفركلا بالاطارات المشتعلة احتجاجا على عدم السماح لهم بدخول البلدة.

ومساء أمس، سمع دوي انفجار في النبطية الفوقا وشوهدت ألسنة النيران تتصاعد في المكان المستهدف. وأعلن جيش الاحتلال ان سلاح الجو التابع له نفذ غارة على النبطية جنوب لبنان.

وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن غارة العدو الإسرائيلي مساء أمس على النبطية الفوقا، أدت في حصيلة محدثة إلى إصابة عشرين شخصا بجروح، فيما أدت غارة العدو الإسرائيلي على زوطر إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح.

وشجب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بشدة الغارتين الاسرائيليتين اللتين استهدفتا مدينة النبطية واوقعتا عددا من الاصابات واضرارا مادية جسيمة.

وقال: “إن هذا العدوان يشكل انتهاكا اضافيا للسيادة اللبنانية وخرقا فاضحا لترتيب وقف اطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701”.

وأجرى ميقاتي اتصالا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مطالبا باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.

وكان صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيانا اكد فيه انتشار وحدات عسكرية تابعة له في بلدة يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا – صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

واشار الجيش انه يتابع  مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة ضمن إطار القرار 1701″.

هذا وتواصل فرق الإنقاذ في المديرية العامة للدفاع المدني، بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني عمليات البحث والمسح في المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي سابقا.

وفي هذا الإطار، تمكنت الفرق المختصة امس من انتشال جثامين ثلاثة شهداء من بلدة كفرحمام، وجثامين ثلاثة شهداء ورفات شهيد من بلدة الخيام، بالإضافة إلى جثامين أربعة شهداء من منطقة بين بلدتي حولا ووادي السلوقي، ورفات شهيد من بلدة البستان.

توازيا، تتواصل التحذيرات من تداعيات ما يحصل في الداخل اللبناني وتحديدا مسيرات الدراجات النارية التي دخلت الى احياء عديدة في بيروت تحمل أعلاما حزبية احتفاء بدخول اهالي الجنوب الى قراهم، ما أثار استنكارا واسعا بين المواطنين.

والى ذلك تطرق يوم امس نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب في حديثه للصحفيين عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلا: “… أتمنى إيجاد طريقة لإيقاف هذه المسيرات التي تحصل لأن أهل لبنان كلهم احتضنوا أهل الجنوب وأهل الضاحية، لا نريد أن نترك لأي دخيل أو أي أحد أن يستفز الداخل اللبناني لأن نتائج هذا الاستفزاز المستفيد منه هو العدو الاسرائيلي، طبعا كان هناك استنكار لما حصل، فدخول الدراجات النارية الى بيروت بهذا الشكل والإستفزاز  الذي حصل غير مقبول نحن نريد ان نبقى موحدين الى جانب أهلنا في الجنوب وهذا شيء لا يحصل بالطريقة التي حصلت فيها المسيرات التي دخلت الى الجميزة وغيرها”.

بدوره، عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل.  ورفض المجتمعون في بيان، بشدة “ترهيب اللبنانيين في المناطق الآمنة لتوجيه الرسائل، سواء إلى رئيس الحكومة المكلف أو إلى رئيس الجمهورية”، وأدانوا “الاستفزازات اليومية التي تشهدها أكثر من منطقة، من الجنوب إلى بيروت إلى جبل لبنان من خلال مواكب العار المصحوبة بشعارات طائفية وإطلاق النار العشوائي، والتي تهدد السلم الأهلي وتزعزع الاستقرار وتؤدي إلى تهريب الوعود بالاستثمارات وقد بدأت البوادر تظهر اليوم”. وطالب الحزب “الأجهزة الأمنية والقضائية بتحمل مسؤولياتها ووضع حد لهذه الممارسات التي تؤجج النعرات وتدفع البلاد نحو فوضى لا يريدها إلا العقل المريض الإلغائي”.

من جانبها، تمنت الرابطة المارونية “على المسؤولين عن هذه الأحزاب ضبط مناصريها ومنعهم من القيام بتصرفات في الشوارع والأحياء من خارج نظام الحزب الذي ينتمون اليه، وقواعده المسلكية”.

وناشدت “السلطة اللبنانية الاستمرار في القيام بواجباتها وفرض هيبة الدولة وصون أمن الشعب وضمان الاستقرار الداخلي بواسطة قواها الشرعية، وعلى رأسهم الجيش اللبناني الوحيد القادر على بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”.

الى ذلك، أصدر رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” مصطفى الفوعاني تعميما لجميع عناصر الحركة قضى بمنع المشاركة أو القيام بأي تحرك أو نشاط استفزازي يتعارض مع توجيهات قيادة الحركة القاضية باحترام خصوصية اللبنانيين بكافة طوائفهم ومناطقهم وخاصة “مسيرات الدراجات النارية” تحت طائلة المساءلة التنظيمية وصولا الى الطرد من صفوف الحركة.

وفي السياق، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أمس عن إطلاق سراح “تسعة من المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية” في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفا أن تسعة آخرين ما زالوا معتقلين.

اطبع هذا المقال