You are currently viewing بلدة صَرَّة غرب نابلس.. أراضٍ زراعية تتحول إلى غابات اسمنتية

بلدة صَرَّة غرب نابلس.. أراضٍ زراعية تتحول إلى غابات اسمنتية

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

 إلى الغرب من مدينة نابلس، وعلى مسافة (11 كم) فقط من مركزها، ثمة قرية جميلة ذات تلال خضراء وطبيعة ساحرة، جعلت منها مقصدا للراغبين بالسكن الهادئ، وللمستثمرين ورجال الاعمال، الذين وجدوا في المنطقة بيئة خصبة تناسب مشاريعهم الاستثمارية.


إنها قرية صرة، التي لا يزيد عدد سكانها عن أربعة الاف نسمة، التي بدأ طابع الحياة الريفية فيها يتلاشى رويدا رويدا، فبعد أن كانت أشجار الزيتون والصبر واللوزيات تكسوا أراضيها، غدت الآن مليئة بالمباني الاسمنتية والمنشآت التجارية التي يملكها أناسٌ من داخل البلدة وخارجها.


تبلغ مساحة البلدة نحو ستة آلاف دونم، يقع جزء منها ضمن حدود بلدية نابلس، والآخر ضمن مخطط هيكلي صرة المصادق، فيما يقع جزء آخر ضمن منطق(ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.


ويقول رئيس بلدية صرة، محمد ترابي، بأن توافر الخدمات الأساسية في بلدة صرة من شبكات مياه وكهرباء وهاتف، إلى جانب الموقع الاستراتيجي، قد أنعش الاستثمار العقاري، واستقطب كثيراً من الناس للشراء والبناء فيها إما للسكن أو الاستثمار التجاري، وقد أدى الازدياد على طلب الأرض، إلى ارتفاع أسعارها بشكل خيالي، فبينما كان سعر الدونم الواحد نحو 7 آلاف دينار أردني قبل نحو 10 سنوات، أصبح الآن بحدود 250 ألف.


ويلفت إلى أن الأبنية والمنشآت الجديدة من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية الواقعة على شارع نابلس- قلقيلية، والعابر من أراضي صرة قد شكّلت نقطة قوة اقتصادية للبلدة.


ويتابع ترابي بأن الزراعة في البلدة تراجعت بدرجة كبيرة، خاصة بعد توجه الكثير من المواطنين وخاصة من الجيل الشاب للعمل في وظائف أو حِرف ومهن أخرى، إضافة إلى جانب تفتت الملكيات، وإقدام الكثيرين على بيع أراضيهم أو أجزاء منها، مستغلين الارتفاع الكبير في الأسعار، كما أن آخرين لم يعد موسم الزيتون مجدٍ بالنسبة لهم، فتحولوا من الزراعة إلى مجالات أخرى، فالبلدة التي كانت تنتج نحو 120 طنا من الزيت سنويا لم تعد كذلك وتراجع الإنتاج بدرجة كبيرة، ولم يعد الاهتمام بشجرة الزيتون كما في السابق.


 ويشير رئيس البلدية إلى أن نمط البناء أيضا قد اختلف في البلدة، إذ أصبحت تتواجد فيها البنايات العامة ونظام الشقق السكنية بدلاً من المباني الخاصة، وسبب ذلك ارتفاع سعر الأرض الذي دفع الناس لشراء وتملك شقة سكنية بدلاً من قطعة أرض.


وفيما يتعلق بالوضع العام والخدمات يتحدث ترابي عن وجود شبكة صرف صحي في جميع منطقة جذر البلدة، أما بخصوص المناطق الجديدة فالبلدية بصدد عمل دراسات لخطوط جديدة تخدمها، في حين أن المياه تصل لجميع المناطق التي يوجد فيها تطور عمراني، رغم النقص الذي تعاني منه البلدة.


وأضاف: “نحن نحصل على المياه من البئر الواقع في منطقة بيت إيبا عن طريق سلطة المياه، لكننا كبلدية ارتأينا أن يكون لدينا نوع من الاستقلال الذاتي في الحصول على المياه وتغطية النقص الموجود والبحث عن مصادر جديدة”.


ويتحدث رئيس البلدية عن معاناة أهالي البلدة الذين يملكون أراض تقع في ضمن مناطق(ج)، حيث يمنعهم الاحتلال من الوصول لأراضيهم، ولا يستطيعون البناء فيها، وغالبا ما تقوم قوات الاحتلال بمصادرة معدات البناء بمجرد الشروع بالبناء، موضحا أن مثل هذه الممارسات تعطل أعمال البلدية في تلك المنطقة إذ يصعب الوصول لها وتطويرها، لافتا أن هناك عدد من المنازل المأهولة بالسكان والموجودة في منطقة(ج) تلقت اخطارات بالهدم من قبل سلطات الاحتلال.


وبالنسبة لقطاع التعليم في البلدة قال ترابي: “الغرف الصفية في مدارس البلدة كافية، لكن المشكلة تكمن في اختلاط المراحل العمرية بين المرحلة الأساسية حتى الثانوية في كلا المدرستين، لذلك فصل المراحل خطوة ضرورية، ونحن نطالب مديرية التربية والتعليم بدعم مشروع مدرسة ذكور من الصف الخامس حتى التوجيهي، وأن تصبح مدرسة الإناث مختلطة من الصف الأول حتى الرابع”.


ومع تسارع البنيان والحركة العمرانية في بلدة صرة هناك تطلعات ومشاريع مستقبلية بحسب ترابي، فالجهود جبارة لإيجاد مصدر للمياه، وعمل محطة تنقية جديدة، والتوجه للاستثمار الزراعي الحديث والتصنيع، وخطوات حثيثة لجعل البلدة منطقة سياحية تجارية.

اطبع هذا المقال