ظافرا بالشهادة ارتقى ظافر، وعلى صهوة البطولة مضى جواد.. شقيقان متلازمان في الحياة والشهادة، مضيا لربهما متلاصقي الأكتاف.. يستنشقان طيب الشهادة ومسرى الثائرين، خرجا ليتصديا لاقتحام الاحتلال، وعادا على الأكتاف أكرمين.
حاملا جثماني نجليه على كتفيه، مكللين بورود الشهداء، موشحين بعلم فلسطين، تقدم الوالد عبد الرحمن الريماوي صفوف المشيعين الذين أموا بلدة بيت ريما أمس لوداع الشهيدين الشابين جواد وظافر الريماوي إلى مثواهما الأخير، مرددا “الله أكبر.. يا الله رحمتك.. يا رب صبرك ياالله”.
لم يكن الوالد وحده، فقد شارك الآلاف من أبناء شعبنا، في تشييع جثماني الشقيقين جواد وظافر الريماوي (20 و22 عاما) لمثواهما الأخير في مقبرة بيت ريما شمال غرب رام الله. وكان الاحتلال أعدمهما خلال مواجهات اندلعت في قرية كفر عين المجاورة، حيث أصيب ظافر برصاصة في الصدر، فيما أصيب جواد برصاصة في الحوض، نقلا على إثرها إلى المستشفى قبل يعلن عن استشهادهما.
وسط الزغاريد التي عمت منزل العائلة في بيت ريما، استقبل والد ووالدة الشهيدين وشقيقتهما جثمانيهما بعد وصولهما من مجمع فلسطين الطبي في موكب جنائزي إلى البلدة، لإلقاء نظرة الوداع الأخير عليهما.. تلتفت الوالدة إليهما، لا تدري من منهما ستودع أولا فما بين الألم والألم سوى الألم.. في الوقت الذي عانقت شقيقتهما ظافر ودموعها تنهمر على محياه، أما الوالد عبد الرحمن فاحتضن جواد مناديا: “يا الله.. رحمتك يا الله.. ما بنقول إلا صبرك يا الله”.
ما هي إلا دقائق حتى حمل المشيعون جثماني الشهيدين إلى مسجد البلدة، في الطريق إلى هناك أبى الوالد إلى أن يتقدم الحشد المهيب.. آلاف من أبناء شعبنا من قرية بيت ريما ومحافظات الوطن، جاءوا ليشاركوا العائلة ألم الفجيعة بفقدان نجليها برصاص الاحتلال.
وفي كلمته أثناء تشييع الجثمان، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي: إن هذا يوم حزين أن نودع شقيقين استشهدا برصاص الاحتلال الغاشم، وهذه العائلة تستحق أن نكون معها ونشاطرها أحزانها.
ولفت إلى أن حكومة الاحتلال ترتكب يوميا أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا، مشددا على ضرورة ترتيب كل أوضاعنا الداخلية، وتحقيق الوحدة الوطنية.