You are currently viewing سادية القهر على الحواجز

سادية القهر على الحواجز

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

بشار دراغمة- لا شيء أكثر من القهر على حواجز السادية التي خنق بها الاحتلال مدينة نابلس، فعلى تلك الحواجز يتفنن جنود تعددت ألوان بشرتهم وتدرجت من الأسمر إلى الأشقر بعدما جاءوا غزاة من بقاع مختلفة، في اختراع أساليب التعذيب النفسي إلى جانب الممارسات الجسدية والاعتداءات على المواطنين، فكل شيء على تلك الحواجز يسير وفق مزاج جندي قرر أن يعكر حياة مواطن سعى للوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج، أو أراد الالتحاق بمكان عمله في المدينة، أو لغاية ضرورة أخرى، وإلى جانب مزاج الجنود المتحكم في حياة المواطنين، يطبق الاحتلال تعليمات أمنية وسياسية بالتضييق على حياة الناس إلى أكبر قدر ممكن، حيث يمتلك جنود الاحتلال صلاحية مطلقة في التفنن في اختراع أساليب القهر والسادية ضد المواطنين.

على حاجز بيت فوريك الذي كان يسمح أمس بدخول المواطنين إلى مدينة نابلس ويمنع عودتهم منها، كان جنود الاحتلال يوقفون مركبات المواطنين ويخبرونهم بلكنة عربية ثقيلة “تفضل روح على نابلس، بس إذا شاطر إعرف إرجع على داركم في بيت فوريك أو بيت دجن”، وفق ما رواه شهود عيان لـ”الحياة الجديدة”.

وقال محمد نصاصرة، الذي كان يسعى للوصول إلى نابلس لتلقي العلاج إن جنود الاحتلال أوقفوا المركبة التي كان يستقلها على حاجز بيت فوريك، وبعد تفتيشها بشكل دقيق واحتجازه لمدة تجاوزت الساعة، قال له أحد جنود الاحتلال: “بإمكانك المرور إلى نابلس الآن، لكن خلينا نشوف كيف رح ترجع على داركم”.

وأشار نصاصرة إلى أن نفس العبارة يكررها الجنود لمعظم المارين على الحاجز، في محاولة لتعكير الحياة اليومية للمواطنين وإجبارهم على البقاء في منازلهم وتقييد حركتهم بأكبر قدر ممكن.

وبين أن الدخول إلى بلدتي بيت فوريك وبيت دجن اللتين يفصلهما حاجز احتلالي عن مدينة نابلس، هو درب من العذاب والمستحيل، مشيرا إلى أن طوابير السيارات تصل في كثير من الأحيان إلى مسافة تتجاوز الكيلو متر أو أكثر بفعل إجراءات التفتيش الدقيقة من ناحية والتعمد في تأخير العبور من ناحية أخرى، حيث يتم إغلاق الحاجز بشكل مفاجئ مدة زمنية طويلة دون السماح نهائيا بعبور أي من المواطنين إلى منازلهم.

ويرتفع منسوب السادية في منع كافة المواطنين من خارج بيت فوريك وبيت دجن من الوصول إلى البلدتين نهائيا، حيث يتم السماح بعد إجراءات معقدة فقط لحملة هوية البلديتن بالعبور.

وقال شاهر محمد إنه حاول الوصول إلى منزل شقيقته المتزوجة في بيت فوريك، وبعد انتظار مدة أربع ساعات على الحاجز، وصل دوره إلى منطقة العبور التي يتواجد فيها الجنود، مضيفا: تم انزالي من السيارة والعبث بكل محتوياتها وتفتيشها بشكل دقيق للغاية، وبعد ذلك أجبرني الجنود على العودة من حيث أتيت لأن بطاقتي الشخصية ليست بيت فوريك أو بيت دجن.

ولا يختلف الحال على بقية الحواجز التي تخنق مدينة نابلس من كل مداخلها ومخارجها، حيث يتفنن المحتل باتخاذ قرارات مفاجئة في وجه المواطنين الذين انتظروا عدة ساعات للعبور دخولا أو خروجا إلى نابلس.

اطبع هذا المقال