You are currently viewing “سكة حديد الحجاز”.. محط أنظار الاحتلال ومستوطنيه

“سكة حديد الحجاز”.. محط أنظار الاحتلال ومستوطنيه

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

 عزيزة ظاهر- إلى الشمال من مدينة نابلس بين بلدتي برقة وسبسطية، يواصل الاحتلال مساعيه للاستيلاء على منطقة المسعودية الأثرية التي تعود في جذورها إلى أكثر من 100 عام خلت، حين احتضنت آنذاك محطة من محطات الخط الحديدي الحجازي في العهد العثماني، السكة التي اعتبرت حلقة وصل ما بين المناطق الحجازية وبلاد الشام.

وبُدِء العمل في هذه السكة، في العام 1900، خلال عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وجرى افتتاحها بعد نحو ثمانية أعوام، واستمر تشغيلها إلى أن دمر هذا الخط الحديدي في العام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى.

ولمكانتها التاريخية وموقعها الاستراتيجي، جعلها الاحتلال في دائرة الاستهداف، من خلال السيطرة على أراضيها ومنع المواطنين من العمل والتطوير فيها، على الرغم من أنها تعد متنزها ومتنفسا لأهالي برقة ونابلس بشكل عام.

مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس  يوضح لـ “الحياة الجديدة” أن منطقة المسعودية حتى اليوم لم تغب عن أذهان الاحتلال، فخلال عام 1975 استعملت كمركز للدعاية الانتخابية لحزب الليكود، وكذلك حاول المستعمرون نصب بيوت متنقلة بها بغية الاستيلاء عليها عام 1997، ولتكريس سيطرته على الأرض، قسّم الاحتلال أرض المسعودية لأراضي “ج” تابعة لسيطرته وأخرى “ب” خاضعة لسيطرة فلسطينية، ويمنع أي أعمال بناء أو حتى زراعة أشجار في المناطق الواقعة تحت “سيطرته”.

ويتابع دغلس “خلال عام 2010 تم تشكيل لجنة إعمار المسعودية، من أجل الحفاظ عليها وتم إنشاء متنزه وطني ووحدة صحية فيها عام 2014، إلا أن الاحتلال هدمها بحجة أنها موجودة في المناطق المصنفة “ج”.

ويسعى المستوطنون للاستيلاء على المسعودية بربطها ببلدة سبسطية المجاورة لها، حيث يزعمون أنها جزء من “الحديقة الوطنية التوراتية” التي تضم المنطقتين ويعتبرونها تابعة لهم، وينظمون زيارات أسبوعية إليها، وفي فترة الأعياد اليهودية تغلق سلطات الاحتلال موقع “المسعودية”، وتفتحه أمام مئات المستوطنين وفق دغلس.

ويشتكي أهالي بلدة برقة والقرى المجاورة من الممارسات غير الأخلاقية لجنود الاحتلال على حاجز المسعودية الذي نصبته قوات الاحتلال منذ منتصف شهر شباط مطلع العام الحالي، الأمر الذي كان له تداعيات كثيرة على أمن المواطنين وحياتهم وكذلك اقتصادهم، فبات يشكل عائقا لحركة المواطنين، وأصبح يستعمل كمقر لتجمع المستوطنين المتطرفين الذين يعتدون على الأهالي والمواطنين بضرب الحجارة على السيارات ورش الغاز، حيث تكرر مؤخرا اعتداء المستوطنين على عائلات برفقتها أطفال.

ويشير دغلس إلى أن هذا الحاجز جزء من حملة استيطانية يشنها الاحتلال على شمال الضفة، وجزء من خطة لحكومة الاحتلال بالسيطرة على مناطق “ج” وإعادة الاستيطان إلى شمال الضفة الغربية، وأن  الهجمات الاستيطانية وحمايتها من قوات الاحتلال تمثل الوجه العنصري لدولة الاحتلال التي لا تؤمن بالسلام ولا تعترف بحقوق شعبنا الفلسطيني”.

اطبع هذا المقال