حالة من الذعر والهلع لا يزال يعيشها الفتى عبد الرحمن يوسف كوكش (15 عاما) من قرية عوريف جنوب نابلس، عندما اختطفه حارس مستوطنة يتسهار قبل نحو شهر وهو في طريق إلى منزله، بعد أن غادر مدرسة عوريف الثانوية للبنين، واقتاده بمركبته إلى داخل المستوطنة، ظل معصوب العينين اثنتي عشرة ساعة، تعرض للتعذيب النفسي من خلال تهديده بالقتل، مستوطن حاقد يغتنم أية فرصة تلوح له لينشر الخراب والخوف والذعر في القرى المقامة على أراضيها مستوطنة “يتسهار” التي بسببها يعيش أهالي القرية كابوسا يؤرق حياتهم.
ويواجه سكان المنطقة الواقعة على الأطراف الشرقية للبلدة خطرا دائما بفعل اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. وكشف رئيس مجلس قروي، عوريف عبد الحكيم شحادة لـ “الحياة الجديدة” عن بعض الممارسات التي يرتكبها حارس مستعمرة يتسهار من أجل بث الرعب والخوف؛ ولإيقاع الضرر الأكبر على سكان القرية، ودأب في الأيام الأخيرة على انتهاج أسلوب جديد يحمل معاني الاستهتار بمشاعر وقوة أهالي القرية، حيث عمد إلى اقتحام القرية بسيارته الخاصة والسير في شوارعها ومهاجمة الأطفال واختطافهم كما حصل مع الفتى عبد الرحمن. ويقف حارس المستوطنة الحاقد وراء أغلب الممارسات الإجرامية التي ينفذها المستوطنون في بلدة عوريف، وفي طليعتها تقطيع وحرق مئات أشجار الزيتون التي تقع على أطراف القرية، بالإضافة إلى مهاجمة منازل المواطنين في المنطقة القريبة من المستوطنة وحرق سياراتهم وخط عبارات عنصرية تهدد بالقتل على جدران منازلهم.
ولفت شحادة إلى أن مستوطنة “يتسهار” تحاصر القرية من الجهتين الشمالية والشرقية، وتبعد نحو 200 متر عن مدرسة عوريف الثانوية للبنين والمنازل المحيطة، وأن شارع “يتسهار” يشهد أسبوعيا اعتداءات من المستوطنين على أبناء القرية، مؤكدا أن مصير قريتهم سيبقى معلقا بمصير “يتسهار” التي تعد الأكثر شراسة وتطرفا في التعامل مع الفلسطينيين.
ومن الجدير بالذكر أن مستوطنة “يتسهار” أنشئت عام 1983، على قمة جبل سليمان الفارسي، وهي مقامة على أراضي ست قرى، هي: عوريف، وعصيرة القبلية، ومادما، وحوارة، وعينبوس، وبورين.