
كتبت: تسنيم صعابنه
الشعبونية، عَادَة نابلسية امْتَازَ بِهَا أَهْلُ مَدِينَةٍ نَابُلُس الفِلَسْطِينِيَّة، وَهِي سِمَة مُمْتَدَّة عَبَّر الأَجْيَال، وَعَرَف اجْتِمَاعِيٌّ عُرِف مُنْذ الْقَدَم، أَيْ مَا يُقَارِبُ الْحُكْم الْعُثْمَانِيّ، تَبْدَأ هَذِهِ الْعَادَةِ مَعَ بِدايَةِ شَهْرٍ شَعْبَانَ مِنْ كُلِّ عَامٍ، وَتَسْتَمِرّ طِوَال الشَّهْر.
وإذا ما بحثت عن الشعبونية، تجد أنها عادة نابلسية بحتة وأن ما يرافقها من طقوس وتقاليد لا يوجد مثلها بأي مكان آخر.
يقوم الرجل، صاحب المنزل بدعوة القريبات النساء فقط، من الشقيقات والخالات والبنات والعمات، وما يتبعهن من إناث؛ من أجل تناول الطعام والمبيت عنده، وما يصاحبها من تقوية العلاقات وتعزيز صلة الرحم، وأواصر المحبة..
ففي الشعبونية حكايات وروايات تروى، وأناس ملهوفون للاستماع.

تتميز طقوس الشعبونية باللّمات والجمعّات والضحكّات، ومُبادلة الأحاديث المشوّقة، حيث تمتلئ البيوت بالنساء(الولايا)، ويأكلن الطعام الذي أٌعد خصيصًا لهذه المناسبة، ويتناولن الحلوى النابلسية، من الكنافة والكلاج والمدلوقة وغيرها، بالإضافة إلى القهوة السادة.
يرى البعض من سكان نابلس أن الشعبونية لا تقتصر على كونها تقليدًا اجتماعيًا، وإنما أصبحت واجبًا عائليًا، أي يجب القيام به والالتزام فيه.
“ومن بين العادات والتقاليد التي تتخلل هذه الجلسات، هي اجتماع الأهل للبحث عن عروس من بين فتيات العائلة، حيث اعتادت النساء على مراقبة الصبايا الحاضرات في الشعبوينة؛ لمعرفة من فيهن الأكثر نشاطًا واتقانًا للعمل، بهدف التقدم لخطبتها فيما بعد.”
ومن بين الأكلات التي يتم تحضيرها في هذه المناسبة، المنسف، والعكوب، والمحاشي، وورق العنب، وما شابهه من الأرز والمرق، كما أن اليوم أصبح الطعام الجاهز حاضرًا في كل المناسبات، ولا يحتاج إلى الوقت والجهد، فأصبحت الكثير من العائلات تقدم على طلب الوجبات الجاهزة بدلًا من تحضيره بالمنزل.

“يوضح الباحث في التراث الفلسطيني، حمزة العقرباوي، “أن هذه العادة موجودة في الكثير من الدول العربية، مثلًا في سورية تسمى “شعبونية” و”تكريزة”، وفي بيروت تسمى “سيبانة رمضان”، وكانت تتم خارج المدن في سورية ولبنان، حيث يجب أن تتم من خلال رحلة أو فسحة عائلية في الأراضي الزراعية، والانطلاق في البساتين والجبال في رحلة عائلية.”
وَتَشَهَّد أَسْوَاق مَدِينَة نَابُلُس أيضًا حَرَكَةً تِجَارِيَّةً وَاسِعَةً فِي شَهْرِ شَعْبَانَ، حَيْث تَعِجّ الْأَسْوَاق بالمتسوقين والزبائن، وَتَكْثُر المشتريات مِن الخُضَّار وَالْفَوَاكِه وَاللُّحُوم وَالحَلَوِيَّات.
وكما يُقال: “تنتهي الشعبونية بتقديم أصناف متعددة من الحلوى، وفي ذلك يقول أهل نابلس (كُلي المحلي وانسحلي)، أي بعد التحلاية تنتهي الشعبانية.“
المصدر: الرسالة نت، وكالة وفا