You are currently viewing الطفلان هاني وهمام.. عندما يتحدى الأسير السجان

الطفلان هاني وهمام.. عندما يتحدى الأسير السجان

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

 حان الوقت الذي طال انتظاره، في مشفى الشفاء بغزة، ومع الساعة الحادية عشرة ليلا من يوم الرابع من ديسمبر /كانون الأول وزعت الحلوى واعتلت الزغاريد والضحكات شفاه عائلة حميد، بعد أن انجبت زوجة الأسير ناهض عبد القادر حميد، بطفلين عبر نطف مهربة.
على آخر الممر، وعلى سرير تعتليه الأم رسمية ويحيطه سفراء الحرية (هاني وهمام)، وعلى الجانب الآخر في أحد الزنازين هناك في سجن نفحة يرفع الأسير ناهض علامة النصر على شكل طفلين بعثت فيهما الروح من روحه.
والأسير حميد (42 عاما)، من سكان بلدة بيت حانون ومحكوم 20 عاما قضى منها 15 عاما، واعتقل خلال اجتياح مدينة بيت حانون عام 2007.
تقول زوجة الأسير رسمية حميد وهي تحتضن طفليها: “أطلقت على الطفلين اسم هاني وهمام كونهما يحملان أسماء اصدقاء زوجي الشهيدين، وبحمد الله يتمتع الطفلان بصحة جيدة.. شعور جميل أن يكون لك عائلة، لكن هذا الشعور يكون منقوصا كون زوجي داخل السجن”.
وتابعت حميد: “هذا اليوم يعتبر من أجمل أيام حياتي، شعوري اليوم لا يمكن وصفه، ستكتمل الفرحة عندما يخرج زوجي من السجن بعد انهاء محكوميته وتحديدا بعد خمس سنوات، تحدينا السجان من خلال انجاب طفلي”.

من جانبه، يقول رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة لـ “الحياة الجديد”: “هناك خلف القضـبان رجال يتحدون السجان، ويعانقون الحياة التي ناضلوا من أجلها، ويهربون النطف كي تنجب نساؤهم أطفالا لهم يحملون أسماءهم من بعدهم، ويقاتلون من أجل حياة أفضل. وقد سجلوا نجاحات كثيرة وعشرات الانتصارات منذ العام 2012 واليوم قائمة (سفراء الحرية)” ترتفع الى (101) طفل، وهم الاطفال الذين انجبوا عن طريق النطف المهربة”.
ويضيف فروانة: “ارتفعت القائمة اليوم بعد ان انجبت زوجة الأسير ناهض حميد من بيت حانون طفليها”. ويتابع: “هذه هي الحالة الرابعة هذا العام وما زال الأسرى يقومون بتهريب النطف في رسالة واضحة لتحديهم واصرارهم على انتزاع الحرية رغم القيود التي تفرضها إسرائيل عليهم”.
ويشير فروانة إلى أن فكرة تهريب النطف وزراعة الأنابيب نوقشت بخجل وبصوت باهت أوائل تسعينيات القرن الماضي في أوساط مجموعة صغيرة من الأسرى من ذوي الأحكام العالية، ولاقت حينها قبولا لدى بعض الزوجات، لتعكس المعاناة الصامتة لهؤلاء الأسرى وزوجاتهم الصابرات، وفي المقابل، رغبتهم الجامحة وإصرارهم الكبير على تحدي السجان الإسرائيلي وتحقيق انتصار جديد.. هذا الانتصار أسس لمرحلة جديدة نحو تعميم التجربة والانتقال من الانتصار الفردي إلى الانتصار الجماعي، وشكل انطلاقة نوعية نحو معركة علنية ومسيرة مظفرة من أجل انتزاع حق سلبته إدارة السجون الإسرائيلية، وأقرته المواثيق الدولية، وكفلته الشريعة الإسلامية.
ويعتبر تهريب النطف من معارك التحدي التي خاضها ويخوضها الأسرى وحققوا فيها العشرات من الانتصارات التي منحتهم السعادة والحياة.

اطبع هذا المقال